حوارات : عزة القصابي
حوار مع الفنان (الكوريوغرافي) جلال عبدو
في جو لا يخلو من التصميم الاستعراضي، التقينا الفنان الكوريوغرافي المغربي جلال عبدو، وهو أحد المتخصصين القلائل ممن درسوا (الكوريوغرافيا) : أي فن تصميم الرقص المعاصر والكلاسيكي. حيث تلقي هذا التخصص في موطنه الأم، كما خاض العديد من الدورات في فرنسا وإيطاليا. وأشرف على العديد من الحلقات آخرها وحلقة في أوغندا، وعمل كمصمم استعراضات للعديد من الأعمال المسرحية والأعمال السينمائية والمهرجانات والاوبريتات . واستطاع أن يثبت ولاءه وشغفه لتخصصه الفني الاحترافي. إضافة إلى ذلك، فقد برز على الخشبة كراقص إستعراضي، وأسس العديد من الحلقات التي تعتمد على التعبير الجسدي. لذا نترك له هذه المساحة، ليسرد لنا تفاصيل تجربته مع (فن الكوريوغرافيا) الذي أحبه وقدمه للآخرين كإبداع وليس كمهنة.
تخصص نادر!!
في البداية ابتسم قائلا أود الاشارة إلى أن تخصص (الكوريوغرافيا) يعتبر من التخصصات النادرة في الوطن العربي، وهو يتضمن العديد من الفنون كالموسيقى والتمثيل والتصميم الأدائي والمشهدي واللوني.. لذا كان عليّ منذ الوهلة، أن أشبع فضولي الفني وأن اتطفل على كل تفاصيل اللعبة الفنية لأي عمل أقدمه.
صمت ثم أردف قائلا: إن عمل مصمم الاستعراضات يختلف عن عمل الكوريوغرافي، لذا يمكن القول إن لدينا مصممي استعراضات بكثرة، بينما نجد هناك فئة قليلة ممن يعملون في مجال فن الكوريوغرافيا. وذلك لأن هذا الفن، أكثر حفرا في أساسيات العمل الفني المقدم.. لذا كان علينا الاشتغال على الفكرة أو الموضوع كأساس لتصميم الرقصات الاستعراضية التي يفترض أن تولد من رحم العمل الفني، ولا تضاف إليه، وأعترف أن عملي هذا متعب.. ولكنه في نفس الوقت ممتع!.
الواقع والتحديات
وهنا تواجهنا قلة الأعمال الاستعراضية التي يمكن أن يبرز من خلالها عمل الكوريوغرافي، مقارنة بما يقدم في مصر وسوريا وتونس ولبنان، حيث إن المصممين للاستعراضات في تلك الدول، يعملون في مجالهم كمهنة تدر عليهم دخلا، بينما نجد الأغلبية ممن يعملون في هذا المجال لدينا، يكونون من الهواة!
ولقد قمت بتنفيذ العديد من الأعمال التي لم ابحث من خلالها عن عائد مادي، حيث تعاونت مع جمعية المعوقين لتصميم بعض الرقصات الاستعراضية، والتي كانت الأقرب إلى الحركات الرياضية، وقد أثمر ذلك التعاون عن تأسيس حلقة استمرت لعدة سنوات. بالطبع إن التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، ألزمني بتعلم لغة الإشارة الخاصة بالصم والبكم.. بالإضافة إلى ضرورة الالمام بالبيداغوجيا: أي الأساليب التربوية، مما جعلني أكثر قدرة على التواصل معهم، وأحس بالفعل أنني أستفدت منهم، قبل أن يستفيدوا مني !...علاوة على ذلك، فقد اشتغلت مع أطفال الشوارع، وكونت فرقة راقصة منهم، وكان هدفي من ذلك هو التنقيب في ذواتهم وتفجير طاقاتهم الفكرية والحركية، بغية إستخراج مادة كوريوغرافية تتناسب و روح هذه الفئة. ونتج عن ذلك أربعة عروض محترفة، وظفنا فيها الشعر الغنائي، وآخر تلك الأعمال كان بعنوان ( ترانيم) .
من ناحية أخرى، قمت بتصميم رقصات استعراضية لمسلسلات عربية آخرها مسلسل ( الغريب). بالإضافة إلى العمل في تصميم الرقصات (الفيديو كليب)، حيث تعاونت مع مطربين من شركات فنية مختلفة، وآخر أعمالي ورشة استعراضات في أوغندا .
الأطفال والكوريوغرافيا
تعاملت مع الأطفال من مختلف الجنسيات في تصميم عروض استعراضية حركية، ووجدت أن الطفل الغربي ليس لديه عقدة الجسد، لكونه يعتبر الجسد جزءا منه، في حين أن الطفل العربي لديه الخجل من الجسد، وهذا الخجل يكبت جماحه ويجعله غير قادر على التعبير بالشكل المطلوب..وهذا يعود ربما إلى العوامل الاجتماعية التي تعتبر الرقص من التابوهات أيا كانت أشكالها، حتى ولو كانت مجرد استعراض رياضي!.
الاستعراض وأنواع الدراما
بالطبع أن عمل الكوريوغرافي يختلف حسب نوع الدراما، حيث نجد أن الاستعراض بالدراما التليفزيونية أو السينمائية يتمتع بتقنية عالية، تضفي عليه جمالية أكبر، مقارنة بالعمل على خشبة المسرح . ولكن يظل للمسرح متعته الخاصة، لأن التدريبات تكون مباشرة على الخشبة. كما يجب الإعتراف بأن العمل على المسرح أصعب ولكنه ألذ!! إضافة إلى ذلك، فإن ما يقدم على خشبة المسرح لا يتعرض للبتر ..وهذا يعني بأنه يتطلب جهدا أكبر، عكس الدراما التليفزيونية أو السينمائية، حيث إن تصميم الاستعراضات تخضع للمونتاج والتقطيع باستخدام التقنيات الحديثة.
الكوريوغرافي والمهرجانات
بدأ في الآونة الأخيرة، الاعتراف بعمل مصمم الرقصات في المهرجانات الدولية، ولقد ساهمت في العديد من المهرجانات المحلية والدولية آخرها مهرجان أصيلة الدولي للطفل، حيث قدمت اللوحتين الافتتاحية والختامية وأشرفت على الإدارة الفنية للخشبة. وعندما أكلف بإخراج لوحة استعراضية في مهرجان ما، لابد أن اتعرف على فكرة المهرجان أو شعاره، كأن يكون الاشتغال على القضايا الوطنية أو أن يكون شعار المهرجان تلاقح الأديان والحضارات ....وهكذا تكون انطلاقتي لتصميم الاستعراضات، من خلال بلورة الفكرة المطروحة ومناقشتها مع الفنيين والتقنيين لرسم المشاهد العامة..ثم اختيار المؤدين الذين تكون لديهم الرغبة في تنظيم هذه المهرجانات. وأنا عادة اختار فريق العمل الذي ارتاح للعمل معه، فهذا يشعرني بوحدة العمل الفني، الذي يفترض أن يحمل روح الجماعة وليس الفرد.
آلية عمل الكوريوغرافي
قبل أن أخوض في ذكر التفاصيل الدقيقة عن عمل الفنان الكوريوغرافي، فأنه يجب الاعتراف بأن مصمم الرقصات هو فنان شامل. كما يفترض أن يكون ملما بتقنيات الخشبة، وأن تكون لديه لغة تواصل مع مفردات الفرقة المسرحية التي يعمل بها . في حين نجد أن المسرحي يكون متخصصا في مجالات المسرح ، والموسيقي يكون متخصص في مجاله ..بينما الفنان الكوريوغرافي يكون بمثابة البوتقة التي تنصهر فيها جهود كل هؤلاء.
أما عن الآلية التي اتبعها في عملي، فيمكنني القول باختصار: عندما أصمم الرقصات الإستعراضية، اشتغل أولا على الموضوع أو قصة العمل. وعادة اناقش مع المخرج ، وأحاول أن أحلل الموضوع وابحث في مضامينه وأبعاده ..فعندما انتج عملا تاريخيا تراثيا إستعراضيا، أفضل أن يكون معي فريق من المتخصصين في مجالات السوسيولوجيا والتاريخ والتراث ..وبالتالي استطيع أن أعمل بثقة وألم بتفاصيل الموضوع وأبعاده المتعددة .
بعد ذلك تأتي خطوة هندسة المشاهد بإشراف الرسامين لبناء (الفريمات) العامة والخارجية. عقب ذلك يتم تحديد عدد الراقصين في إطار تلك المشاهد، بعدها يأتي دور مصمم الأزياء، والذي يحاول التنسيق بين درجات اللون والإضاءة المسقطة عليه. وأخيرا لابد من تلحين وتقسيم المقطوعات الموسيقية حسب المشاهد والأحداث والأداء، إذ يمكن أن تكون الموسيقى تراثية أو صاخبة أو كلاسيكية...وبعد الانتهاء من تشكيل فكرة الإستعراض تكون الموسيقى المصاحبة جاهزة.. وكذلك الإضاءة والأزياء والألوان والديكور والاحجام ذات الابعاد المتنوعة ... وفي الأغلب، فأنني أشرف بنفسي على إدارة الخشبة للخروج ببنوراما جمالية، تعكس روح العمل الفني المقدم . وتقريبا أن الإعداد للعمل الإستعراضي يحتاج على الأقل ثمانية أشهر، لذا يفضل التجهيز للعمل المقدم مبكرا.
نوعية العرض
هناك أنواع معينة من العروض الفنية تصلح لتقديم الإستعراضات مثل الابريت والكوميديا ميزكان ..وكذلك الأعمال المسرحية للأطفال والأعمال الإنسانية التي تعالج القضايا التي تعكس واقع البشرية.
أما بالنسبة لإدخال الرقصات الإستعراضية في الأفلام السينمائية، يجب أن تكون مدروسة وليست مجرد حشو وإضافات، وإذا ما قارنا بعض الأعمال الغربية بالأعمال السينمائية العربية الإستهلاكية السائدة والتي رافقت موجة الفضائيات في عصرنا الحالي..سنجد أن الرقص الإستعراضي في الأفلام الغربية يكون مخطط له، ويتم التعامل معه على أنه من صلب الحدث الدرامي، عكس الأفلام العربية حيث نجد أن الرقص الاستعراضي، هو مجرد حشو ويأتي كفاصل في أغلب الاحيان، وبالتالي يمكن التخلص منه بسهولة، فهو لن يؤثر على طبيعة العمل في شيء!!
الاستعراضات والفنون الأخرى
لابد لمصمم الرقصات الاستعراضية - كما ذكرت سابقا- أن يلم بكافة الفنون، بالنسبة للفنون الجميلة لابد ان يكون لدي مصمم الاستعراضات، إحساس بالاحجام والابعاد اللونية وتركيباتها ودلالاتها ..ويمكن أن نلاحظ ذلك من خلال الاشتغال على الأعمال التجريبية والفلسفية، مثل تناول قضية الموت ..أو عند البحث في سيرة أحد الفنانين التشكيليين العالميين، مثل فان جوخ وكلود موينه وبول سيزان وكاميل بيسارو وبيكاسو .....فلكي نقدم أعمال هؤلاء لابد من الإلمام بأعمالهم وقراءاتها في الاطار المدرسي. كذلك لابد أن يكون لدى الكوريوغرافي معرفة وتذوق لفنون الموسيقي والشعر ..إذ لابد من الاطلاع على المقامات الشعرية في حالة تقديم النص الشعري ..مثال على ذلك: عند تقديم قصائد شعرية لنزار قباني أو فولتير، فمصصم الرقصات لابد يكون لديه حس شعري ولحني كجزء من عمله.
الكوريوغرافيا والتراث
بالنسبة لمعالجة التاريخ وتقديمه على شكل استعراض غنائي، إنني شخصيا أميل لتحديث التاريخ والتراث الشعبي، ويكون ذلك بإضافة ألوان عصرية مستوحاة من التراث ورسم أبعادها الثلاثية باستخدام التقنيات الحديثة كالإضاءة والألوان والابعاد ...وهذا بالطبع لا يأتي من فراغ، فعندما أقدم عملا تاريخيا أو تراثيا من الماضي أحاول فهم دلالاته ومضامينه ..ولابد من التعاون مع عدد من المختصين حتى اتمكن من قراءة ما بين السطور . وعلى سبيل المثال عندما أشاهد رجلا يرتدي مصرا وخنجرا وبشتا من سلطنة عمان، أحاول قراءة دلالة هذا الزي ومفهومه الثقافي لدى المجتمع العماني...وأطرح العديد من التساؤلات مثل: هل كان الناس في الماضي يرتدون هذا الزي ؟ وفي أي المناسبات يرتدونه؟ وهل الجيل الحالي يحرص على نفس الزي ؟ وإذا كان كذلك، هل احتفظ بشكله السابق، أم أن هناك إضافات عصرية عليه؟
فرقة قومية
ليس لدي فرقة خاصة، وأنا امتلك حبي لتخصصي هذا، وأعمل به منذ خمسة عشر عاما. وبشكل عام، أفضل العمل الحر، فلست موظفا في أي جهة حكومية . إلا أنني أحلم بقيادة فرقة قومية استعراضية، وأنا ضد فكرة امتلاك فرقة خاصة، والتي تحتاج مني إلى الإشراف المالي والإداري، والذي قد يكلفني الكثير من وقتي ..وأفضل أن أتولى الإشراف الفني عليها فقط، لأن الإبداع يحتاج إلى الحرية والبعد عن الأجواء الروتينية .
كلمة أخيرة
عندما اتحدث عن تجاربي، فإنني كثيرا ما أقرنها بالأعمال الفنية التي قدمتها في الدول الغربية ..ولكن إلى الآن لم تتح لي الفرصة لتنفيذ أعمال استعراضية في الدول العربية ..وأتمنى ذلك، نظرا لتميز المشرق العربي، وخاصة دول الخليج العربي والجزيرة العربية بإمتلاكها الكنوز التراثية الشعبية والتي تحتاج إلى من ينبش فيها ويستخرج مكنوناتها. وعندها سأقدم ذلك التراث سيكون في ثوب تراثي مزركش بكوادر استعراضية وطنية من نفس البلد ..وسوف أتولى فقط الاشراف الفني عليهم، فأنا أؤمن بأن العمل الاستعراضي لا يكون معبرا، إلا عندما يجسده ابناؤه، لأنهم الوحيدون القادرون على عكس مضامينه وروحه الاصيلة النابعة من ذواتهم.
الفنان خليل السناني ..المعروف فنيا بـ "أبو مسافر"
فعلا يستحق أن نطلق عليه، فنان الأجيال المتعاقبة - إذ صح التعبير- ، أعطى الساحة الفنية العمانية الكثير، وما زال لديه ما يقدمه، في بداية أعماله الفنية، قام بأدوار بسيطة أو "كومبارس"... ومشواره الفني كان مصادفة، ولكنه كان يحمل بين جوانحه هاجس الفن، واعطاءه المتدفق الذي لا ينضب ..شارك في العديد من المسلسلات المحلية منها مسلسل ( الشايب خلف) ومسلسل ( أيام الندم ) . كما ظهر في العديد من الأعمال الخليجية مثل ( غصات الندم ) ومسلسل ( أوه يا مال) ومسلسل ( حاير طاير ) .
هكذا أخذنا الفنان خليل السناني أو "أبو مسافر" عبر رحلته الفنية، وحاولنا أن نفتح معه باب الذكريات، عن بداياته الأولى في مجال الدراما، رغم غربته عن وطنه الأم في مرحلة مبكرة من عمره.. فكيف كانت نقطة إنطلاقة الفنان أبو مسافر؟
بدايتي كانت بالمصادفة من خلال مسلسل ( الشايب خلف) في الجزء الثاني منه، حيث كنت كباقي الشباب عندما يأتي فريق العمل التليفزيوني لتصوير أحد المسلسلات، فإن فضولي يسوقني لمشاهدة ماذا يجري خلف الكاميرا. وفي إحدى المرات، كان فريق مسلسل الشايب خلف يبحث عن شخص للقيام بدور بسيط، فكانت هذه فرصة ذهبية لي للظهور أمام الكاميرا! ...بعد ذلك لم تتح لي أية فرصة وحاولت كثيرا ، إلا أنني وجدت الأبواب مسدودة أمامي. ورغم ذلك لم أيأس وظل هاجس الفن بداخلي، وسافرت خارج الوطن للعمل لفترة.. وبعد عودتي توجهت إلى الجهة التي كانت تعنى بالشأن المسرحي آنذاك، حيث كان مقر دار مسرح الشباب، وحاولت الاقتراب قليلا من العاملين، بغية معايشة الاجواء المسرحية، وكنت أتحجج بأي شىء في سبيل أن أكون قريبا من تلك الأجواء . وفي إحدى المرات كان المخرج سعيد الشنفري بصدد إخراج مسرحية ( الطوي)، وتم اختياري للقيام بدور بسيط في هذه المسرحية، حيث كان علي أن أقف على الخشبة، وأمسك بالممثل وهو يقفز باتجاهي ! ورغم بساطة هذه التجربة فقد كانت سعادتي بها لا توصف !!.
هناك العديد من الأعمال الدرامية التي عرف الناس من خلالها أبو مسافر، حدثنا قليلا عن هذه الأعمال؟
يبتسم ثم يقول: قبل أن أحدثكم عن أعمالي، سوف أذكر تجربتي مع المخرج فوزي الغماري، والذي أعتز بمشاركاتي معه، فهو الذي فتح لي الباب للدخول إلى عالم الدراما التليفزيونية، حيث شاركت معه في مسلسل ( صيف حار).. وفي إحدى المرات كنت متجها من الشرقية إلى البريمي، وفوجئت بأنه يخبرني برغبته في ترشيحي للقيام بدور تمثيلي دون أن أعرف ما هو ؟!..ولولا ثقتي التامة بشخص فوزي وقدراته الإخراجية لما وافقت على ذلك..وكان عليّ أن أقطع مشوار مسافة الطريق من البريمي متجها إلى مسقط في اليوم التالي.
..بالفعل وصلت والتقينا عند دوار وادي عدي وسلمني النص، وقال لي: احفظ هذا الدور خلال نصف ساعة! ورغم ذلك بذلت المستحيل! فقد كان هذا حلمي الذي طالما انتظرته كثيرا..بالفعل التقيت به، وقمنا بعدها باختيار الملابس التي تتناسب مع الدور وانطلقنا إلى مكان التصوير ..وهناك كانت المفاجأة الكبرى، حيث وجدت نفسي أمام فنانين لديهم باع طويل في مجال الفن، والمطلوب مني أن اثبت ذاتي!! ..ولا يخفى عليك في البداية شعرت بالخوف، ولكن سرعان ما تجاوزت ذلك، واستطعت أن اقدم الدور وأشاد الجميع بأدائي رغم تجربتي الفنية المتواضعة .
ولي أيضا مشاركات في مسلسل ( الجيران) ومسلسل ( الدنيا حظوظ ) لعبدالله حيدر ومسلسل ( حلم السنين) لحسن أبو شعيرة.. والمسلسل التاريخي( عمان في التاريخ) . كما اود أن أقدم شكري الخاص للمخرج الشاب أنيس الحبيب الذي أعطاني أكثر من فرصة للظهور في عدد من المسلسلات التي أخرجها مثل: ( نقاط على الحروف) ومسلسل ( الاتجاهات الأربعة) . ومن جانب آخر، لي مشاركات على المستوى الخليجي، حيث شاركت في مسلسل ( غصات الندم ) ومسلسل ( أوه يا مال) والمسلسل الإمارتي ( طاير حاير) الذي شاركت فيه كضيف شرف ومسلسل ( سلمى وسلامة ) ..كما قمت بأدوار رئيسية مع المخرج يوسف البلوشي في (الرقصة الأخيرة) وفي السهرة التليفزيونية ( دموع من ورق ) التي حازت على الجائزة الفضية في مهرجان الخليج للاذاعة والتلبفزيون في البحرين.
قدمت العديد من الأعمال الدرامية التليفزيونية، وهناك من يقول إن هذه الأعمال لا تعكس قضايا المجتمع العماني كما يجب، فما رأيك في ذلك؟
لا يمكن أن نعمم هذا التقييم على جميع الأعمال الدرامية التليفزيونية العمانية التي قدمت على الشاشة العمانية، وخاصة وأن هناك إشادة ببعض الأعمال التاريخية والتراثية العمانية عربيا وخليجيا ...وفي نفس الوقت، نحن بحاجة إلى تقديم أعمال درامية تحفر بعمق في قضايا المجتمع المستجدة، و تعالج التقاليد البالية التي عفا عليها الدهر والتي تحتاج إلى تصحيح .. ومما لاشك فيه، أن لا يوجد مجتمع منزه مئة في المئة من الأخطاء، فعلى سبيل المثال ألا يوجد في المجتمع من يدخن سيجارة؟ ألا يعاني المجتمع من مشكلة المخدرات التي تم التعرض لها عبر وسائل الإعلام وغيرها من الجهات التربوية والعلمية، فلماذا لا تعالج دراميا؟!!.ناهيك عن غيرها من الأخلاقيات الدخيلة على مجتمعنا التي يفترض أن نسلط الأضواء عليها، لكي يعرفها المواطن ويحاول محاربتها..وهكذا لابد أن يكون هناك نوع من المرونة من قبل لجنة النصوص، لإتاحة الفرصة لبعض الأعمال الدرامية لترى النور.
كيف ترى الفنان العماني من حيث الواقع والطموح ؟ وما التحديات التي قد تعوق نجوميته ؟
استطيع أن أقول إن الفنان العماني حقق شهرة واسعة، وهناك العديد من الفنانين العمانيين اشتهروا خليجيا وعربيا.. فالفنان العماني لا تنقصه الجدارة، ولكنه في نفس الوقت، يحتاج إلى مزيد من الثقة من قبل الجمهور العماني والاهتمام من قبل الجهات الراعية للفنون، لتوفر له سبل الراحة التي تعينه على العطاء الفني، وبدون ذلك، فإنه كيف يستطيع أن يبدع وأن يسطع نجمه؟!
يصمت ثم يضيف بانفعال: هناك العديد من الخامات والمواهب الشابة في الساحة الفنية العمانية، تستحق أن نعطيها الفرصة وأن نفتح المجال لها، إذ أن المطلوب إلغاء المركزية لاستقطاب الفنان العماني، فلا يتم التركيز على الفنانين الموجودين في مسقط فقط ..بينما على سبيل المثال هناك أيضا مواهب في ولايتي مصيرة أو البريمي لا تجد من يأخذ بيدها، عليه فإنه لابد من اكتشاف تلك المواهب وأعطائها الفرصة . وليس ذلك فحسب، فلابد من توفير سبل الراحة لهم، وذلك من خلال توفير السكن والإقامة، نظرا لأن هذه المشكلة أصبحت مزمنة، فهي تواجه من يأتون من خارج مسقط، فيضطرون للبحث عن سكن أو الذهاب للعيش مع اقربائهم أو أصدقائهم .
وفي المقابل، فإنه عند استضافة فنان من الخارج يتم توفير له كل سبل الراحة كالإقامة والتذاكر ..بينما نجد الفنان العماني عندما يطالب بأقل حقوقه لا يجد آذانا صاغية، وفي الوقت ذات، المطلوب منه أن يؤدي الدور ويعايشه بصدق ويبحث عن أبعاده، بينما هو يفتقد السبل التي تجعله ينجز المطلوب منه؟!.
ويضيف قائلا لابد من السعي حثيثا بين فترة وأخرى، لإقامة الدورات في مجال التمثيل التليفزوني ..مما يمكن الشباب الهواة من الاستفادة من قدراتهم وأدواتهم كممثلين ..كما أنه إلى الآن لا توجد رابطة للفنانين العمانيين، لكي تحفظ للفنان حقوقه وتدافع عنه، وتطالب بسبل الراحة والاستقرار له، وهذا من شأنه أن يوفر له مناخا فنيا صحيا، يجعله قادرا على العطاء والاستمرارية .
كما أنني أود أن التحدث عن أحد التحديات التي تواجه أيضا الفنان العماني من خلال طرح إشكالية الوقت المناسب للتصوير، حيث نتفاجأ بأن هناك أكثر من عمل يتم تصويره في الصيف للاستعداد لشهر رمضان، وكما تعلمون بأنه تكثر في هذا الشهر المبارك الأعمال التليفزيونية، مما يجعلنا نعايش أزمة التضخم التي تعاني منها الفضائيات ونراها تتنافس في عرض المسلسلات العربية والخليجية ..وهذا يولد ضغطا على فريق العمل الفني، وخاصة الفنان إذا كان عليه إنجاز أكثر من دور في عدد من المسلسلات الرمضانية . وأنا أميل إلى أعطاء المخرج والفنان الوقت الكافي حتى نخرج بأعمال أكثر نضجا وإبداعا ..وهذا يذكرني بالمخرج أمين عبداللطيف، الذي كان يصر عندما يقدم عملا على أعطائه الوقت الكافي لاخراج المشاهد المطلوبة.
قمت بالعديد من الادوار في عدد من المسلسلات التليفزيونية والمسرحية، ولكن ما الدور الذي تطمح أن تؤديه في أعمالك المقبلة؟
يفكر قليلا ثم يرد قائلا أنا بالفعل أحب القيام بأدوار متنوعة، فقد قمت بدور الانسان الطيب والأب والبائع والشخصية التي تحمل بين ثناياها الخبث ...وهكذا فأنا أكره النمطية وأحب التجدد دائما...ولكني ما زالت أحلم بالقيام بدور الشرير الذي يمقته الآخرون !!
عرف عنك اهتمامك بالموسيقى، حدثنا عن هذه الهواية قليلا؟
يبتسم وهو يقول: أعشق العزف على العود منذ الصغر، كما أنني عملت في مجال الموسيقى العسكرية، إضافة إلى ذلك، فأنا أعزف على آلة الكمان . ولقد زرعت في أبنائي مسافر ووهب حب الموسيقى...فمسافر حاليا هو خريج من المعهد العالي للفنون الموسيقية بالكويت وهو عازف بارع ..أما ابني وهب الأصغر فهو يمارس الموسيقى كهواية و يعمل في مجال آخر.
|