أثارت نتائج لجنة التحكيم
لـ «مهرجان أصيلة الدولي الخامس» لمسرح الطفل الذي أقيم في المغرب ما بين 3 و 9 من الشهر الجاري اعتراضات واحتجاجات بين بعض المشاركين، وخاصة عند الوفد القطري، وكان المخرج المسرحي القطري المبدع ناصر عبدالرضا قد شارك بمسرحيته «الشجعان» بأقصى إمكانيات وتقنيات متنوعة ولكن خيّبت النتائج آماله؛ فماذا قال عنها؟
«الكويت ليست بحاجة إلى جوائز مشكوك فيها»، بادر عبدالرضا بهذه العبارة.. وأردف: «عُرفت الكويت منذ القديم بممثليها وجوائزها القيمة على النطاق المحلي والعربي، وما هذه الجوائز التي حصلت عليها الكويت أخيرا في مهرجان (أصيلة) إلا جوائز مشكوك فيها ومزيفة».
وحول مسرحيته وطبيعة المهرجان أكمل عبدالرضا: «لم تخرج العروض المشاركة في المهرجان عن الصبغة المدرسية والإمكانيات البسيطة والعروض المتواضعة؛ وكان عرض الكويت (الأميرة والتفاحة) من ضمنها».
«أما في مسرحيتي (الشجعان) فأنا أؤكد أني عملت جاهدا لأقدم مسرحية محترفين ضمن إمكانيات متعددة وتقنيات حديثة تستخدم لأول مرة في العالم عن طريق تقنية (الصور المتحركة) والغرافيك، وما كانت عروض المهرجان إلا أقل منها بكثير من هذه النواحي».
وحول استعدادات منظمي المهرجان بين عبدالرضا: «كانت تجهيزات بسيطة؛ فالمسرحيات جميعا تقدم على نفس خشبة المسرح، وتخيلي 3 عروض تقدم يوميا على نفس الخشبة! وقد طلبت قبل عرض مسرحيتي ساعتين لتجهيز الديكور فأعطوني 5 ساعات، وبالفعل قدمنا المسرحية التي لاقت إعجابا كبيرا وملحوظا حتى أن مدير المهرجان قال لي: هي أفضل مسرحية قدمت بلا منازع».
كيف تفوز مسرحية
«عضو لجنة التحكيم»؟
وعبّر عبدالرضا عن اليوم الختامي قائلا: «كان مفاجأة بالنسبة إليّ؛ فخلال إعلان النتائج وتوزيع الجوائز فوجئت بأن صاحب الشركة المقدمة للعرض الكويتي والحاصل على أهم الجوائز في المهرجان هو أحد أعضاء لجنة التحكيم! وهو الفنان الكويتي منصور المنصور، ولا أعرف كيف يكون ذلك من العدل؟
وقد ُبلّغت في البداية عن لجنة تحكيم عالمية ضمنها فرنسا وإسبانيا ولكني فوجئت بأن لجنة التحكيم كلها عرب وفيها إسباني واحد.
وبذلك وُزّعت جوائز الملابس والإضاءة والديكور بطريقة تبين أن اللجنة لا تفقه شيئا بالسينوغرافيا! فهي كل مايشغل الفضاء المسرحي وضمنها الديكور والملابس والإضاءة، ولكن ما حصل هو جعل هذه الجائزة مقسمة على 18 جائزة ليتقاسمها المغاربة وشركة المنصور.
لي طلب وأتمنى بالفعل تنفيذه، فليت الأخوة في الكويت يسمحون بعرض مسرحيتي مقابل مسرحية المنصور، ويحكمها لجنة من شرفاء الكويت وانا راض بالحكم، أنا متأكد أن عرض «المنصور» لن يحصل على رائحة أي جائزة! فمسرحية «التفاحة والأميرة» مجرد عرض مدرسي لا جديد فيه، وإن حصل على جائزة واحدة ضمن لجنة التحكيم الكويتية فحينها لن أبقى في المسرح».
يكفي... وصلت إجابتك
واختتم عبدالرضا حديثه قائلا: «ما تم هو استبعاد لدولة قطر من الجوائز بطريقة واضحة وظلم، وفي وقت إعلان النتائج سألت المنصور عن سبب استبعادنا فلم يعرف الإجابة ولم يقل سوا: «آااااا ...» فأجبته: يكفي.. وصلت إجابتك».
«أنا أقدم اعتذاري إلى الكويتيين والفنانين الكويتيين، فالجائزة التي يدعون أنها فخر للكويت هي جائزة مشكوك فيها وليست الجائزة التي يفتخر بها».
يذكر أن نص مسرحية الأطفال القطرية «الشجعان» يحمل قيماً إنسانية تربوية، ومضمونا هادفا تتخلله أغنيات استعراضية تدور أحداثها من خلال قصة تحث الاطفال على المحافظة على البيئة والتعرف على الأزهار المختلفة واستخلاص العطور منها، بالإضافة إلى حب الوطن وحب القراءة.
لا محاباة في التحكيم
في اتصال هاتفي بالفنان منصور المنصور الذي مازال خارج البلاد وبسؤاله عن الموضوع، بيّن بعض التفاصيل قائلا: تأكدي أنه ليس هناك أي محاباة في لجنة التحكيم، كما أن الجوائز وزعت حسب استحقاق كل عمل، وأما عن اختياري ضمن لجنة التحكيم فذلك لا يخل بالشروط، ومنظمو المهرجان هم من اختارني ضمن لجنة التحكيم ووفق رغبتهم، وهذا شرف لنا، والحمدلله الكل يعرف مدى حياديتي والتزامي بعملي، كما أنه لايعقل أن أؤثر أنا على آراء المحكمين الآخرين، فهم لهم رأيهم وخبرتهم».
الوقت وعدد الأعضاء سبب استبعادهم
«أما عن اعتراض الفنان ناصر عبدالرضا فلا أقول سوى إنه سألني أمام الجمهور بعد النتائج عن سبب استبعاد قطر، وعندما أردت أن أجيب، لم يتح لي الفرصة لأنبس بكلمة قاطعني مباشرة وباستهزاء وبافتعال للضوضاء. أنا عضو لجنة التحكيم والإجابة لدي لكنه لم يترك لي فرصة.
«فمن شروط لجنة التحكيم عدم تجاوز العرض للوقت المحدد، ولكن مسرحية عبدالرضا تجاوزت فترتها المدة المحددة بعشرين دقيقة، إضافة إلى أن عدد أعضاء مسرحيته تجاوز الـ12 عضوا، وهذا أيضا إخلال بقانون لجنة التحكيم».
«إضافة إلى أن ما قدمه عبدالرضا لم يكن (مسرحاً)، فهو مجرد سينما، وهو عمل اعتمد على التقنيات التلفازية في الإخراج والمونتاج والخدع البصرية، وهذا ليس مسرحًا».
«اعتمدت مسرحية «الشجعان» على شخصيات أربع؛ هي: سندريلا، السندباد، وعلي بابا، وعلاء الدين وأسموهم الشجعان الأربعة، بينما الشجاع يفترض أن يقدم ما يبرز معنى الشجاعة، ولكن حكاية الحدث ككل لم تحتو على نموذج الشجاع، فهي عبارة عن تلقين تعليمي لفائدة «القمر» و«الشجرة» وغيرها، وحتى هؤلاء قدموا بصور متحركة ولم يكونوا شخصيات على المسرح، فالعمل كله «بلاي باك» وعرض سينمائي، كما أن العمل غنائي لم يمثل قطر في موسيقاه وإيقاعاته ومضت الموسيقى على «رتم» واحد طوال العرض بلا مميز، وكأننا نتابع فيلما أمامنا».
«ولو كانت المسألة تبادل اتهامات لقلنا لمَ كان عرض «الأميرة والتفاحة» الوحيد الذي انطفأت فيه الإضاءة وتوقف الصوت منتصف العرض؟ ولقلنا إن الأمر مدبر وبفعل فاعل خاصة وأن الخلل لنزع الأسلاك الكهربائية، ولكننا لن نتهم أحدا.
«العرض العراقي لم يحصل على جوائز والتونسي كذلك، ولكنهم كانوا بقمة الذوق والأخلاق وهنأوا الفائزين ولم نلمس منهم ما بدر من الوفد القطري،، وما أقوله هو لو أن الأخ ناصر عبدالرضا يعتبر نفسه فنانا لما وقف مع مجموعته ورائي ومسكوا مدير المهرجان وقاموا بالصراخ وإثارة الضوضاء عند إعلان النتائج، فذلك عمل بلا ذوق وفيه إساءة لقطر وللخليج بشكل عام».
انفعال لخيبة التوقعات
وباتصالنا بمدير المهرجان عبدالإله فؤاد أكد الأسباب التي أعلنها المنصور قائلا: كمدير للمهرجان أقول إن لجنة التحكيم لها الصلاحية الكاملة والاستقلالية في حرية اتخاذ قراراتها وفق المعايير المناسبة ووفق قوانين المهرجان، وما حدث هو أن العرض القطري تعدت فترته الزمنية الفترة المقننة والمحددة، وتوقيت العرض تحسبه لجنة التحكيم، كما أنه واضح للجميع.
ويكمل فؤاد: «من حق أي شخص أن يعتبر مسرحيته الأفضل، وأنها المستحقة للجوائز، ولكن يبقى القرار بيد لجنة التحكيم».
وباستفسار «أوان» عما بدر من الوفد القطري أجاب: هي أمور ليست بذات أهمية لأنها طبيعية ولأنها نتيجة انفعال لخيبة التوقعات، ونحن نقدرها ولا نجد لها أثرا كبيرا. بالنسبة إلي أجد أن المهرجان حقق أهدافه، وأثبت حضوره على الساحة العربية، وهذا يدفعنا إلى عمل أكبر في السنوات القادمة؛ حيث تم إقرار الثالث من يوليو موعدا دائما لمهرجان أصيلة لمسرح الطفل، وأتمنى أن تكون السنوات القادمة حافلة بالنجاحات للجميع».
وحول رد عبدالرضا على ما أفادنا به عضو لجنة التحكيم ومدير المهرجان أجاب: سبق وأرسلت العمل كاملا على «سي دي»، وعملي كله يعتمد على العرض البلاي باك لذا لم يكن هناك أي زيادة على التوقيت مطلقا، وقد أجازه الأخوة قبل قدومنا إلى المهرجان وذلك دليل على عدم وجود أسباب حقيقية للرفض والاستبعاد.
كما أنه لم يكن هناك تذكير بالتوقيت ولا أي شروط، ولو قيل لنا عن وجوب تقليل مدة العرض لاستغنيت عن المقدمة والنهاية لأنه من الممكن الاستغناء عنهما دون الإخلال بالعرض نفسه».
نتائج لجنة التحكيم في ختام المهرجان
{ المساهمة في حوار الحضارات : فرقة أكاربيا / إسبانيا.
{ المساهمة في إغناء التراث المحلي: فرقة أفلون / المغرب.
{ الأمل في تشخيص الإناث: غيتة بلخضير / المغرب.
{ الأمل في تشخيص الذكور: هشام مساوي / المغرب.
{ أفضل إضاءة: مسرح مزون / عمان.
{ الملابس: فرقة سفن ستايل / الكويت.
{ أفضل ديكور: مسرح مزون / عمان.
{ أفضل سينوغرافيا: الأميرة والتفاحة / الكويت.
{ أفضل تشخيص دور ثان إناث: ضحى الأزمي / المغرب.
{ أفضل تشخيص دورأول إناث: فاطمة الجاسمي / الكويت.
{ أفضل تشخيص دور ثاني ذكور: غسان الرواحي / عمان.
{ أفضل تشخيص دور أول ذكور: نجم الجرادي/ عمان.
{ أفضل أداء جماعي : الفزاعة / المغرب.
{ التأليف المسرحي: نحن والشجرة / المغرب.
{ أفضل إخراج: أحمد بلخضير / المغرب.
{ لجنة التحكيم الخاصة: نحن والشجرة / المغرب.
{ الجائزة الكبرى: فرقة سفن ستايل / الكويت
يذكر أن أعضاء لجنة التحكيم هم:
إدريس المامون (المغرب)، نضال الدرازي (البحرين)، منصور المنصور (الكويت)، راؤول باريخا (إسبانيا)، رشيد بكاج (المغرب).