ذة: عزة القصابي
جسر ثقافي للتواصل بين أطفال الوطن العربي.
قراءة في عروض الدورة الخامسة لمهرجان أصيلة الدولي لمسرح الطفل( 1 ـ 2)
لوحات تبرز جمالية الإبداع المشهدي للطفل المسرحي،وتعبر عن براءة الطفولة وقضاياه المهمة
* عزة القصابي- ناقدة فنية-مسقط
مدينة أصيلة أو زيليس ـ كما يطلق عليها قديما ـ تقع في شمال المملكة المغربية، حيث تعانق زرقة البحر المطل على الساحل الأطلسي، الأفق الواسع في لقاء أبدي، فريد من نوعه، والذي يمتد لآلاف الأميال عبر الشواطئ الذهبية .. لذلك لم يكن غريبا،أن تكون هذه المدينة، قبلة للملايين من السياح الذين يأتون كل عام من أنحاء العالم للاستمتاع بجمالها الطبيعي. كما يقصدها المفكرون والمبدعون لتوهجها الثقافي عبر الفضاءات المفتوحة في المواسم الثقافية الصيفية الدافئة . ومن الفصول الثقافية التي عايشناها فقرات مهرجان أصيلة الدولي لمسرح الطفل في دورته الخامسة، وذلك خلال الفترة ما بين الثالث وحتى الثامن من شهر يوليو 2008م بسينما مكالي. والذي أمتع الحضور بوهجه المسرحي، وهو تحت إشراف جمعية اللقاء المسرحي بأصيلة التي تأسست عام 1989. وتتمتع هذه الجمعية بحرية اتخاذ القرار، على اعتبار ذلك من ( الحريات العامة) توافقا مع حق حرية التعبير والرأي، فالاعضاء والاشخاص داخل هذه الجمعيات، هم أحرارا في اتخاذ القرارات بشرط ألا يخالف ذلك ( دستور المملكة المغربية ).
ويعد مهرجان أصيله الدولي لمسرح الطفل، مشروعا تربويا وفكريا وفنيا، يسعى إلى تجاوز الحواجز الجغرافية وصولا إلى العالمية، وذلك نتيجة توحد لغة الخطاب، حيث يعد هذا المهرجان جسرا ثقافيا للتواصل بين أطفال الوطن العربي و حوض البحر الأبيض المتوسط. فالطفل هو البطل في هذه الاحتفالية سواء أكان ممثلا أم راقصا أم مغنيا أم مصمما..وهذا بدوره يعمل على إبراز مواهب الطفل وصقلها، كما يعمل على حثه لسماع ثقافة الآخر من خلال حضوره الفاعل لفقرات المهرجان، كمشاهد ومتذوق وفنان. وفي السياق ذاته، فإن مسرح الطفل لم يعد مجرد وسيلة للتسلية وقضاء وقت الفراغ، وإنما هو وسيلة لاحتضان مواهب الناشئة من الهواة، مما يكون له أثر في تأسيس لبنة ثقافية مسرحية لدى الأجيال المتعاقبة. علاوة على ذلك، فإن مسرح الطفل هو مسرح تربوي يهدف إلى رفد الطفل، بكم من المعلومات والقيم النبيلة التي أصبحنا في أمس الحاجة إليها في ظل الانفتاح العالمي، للتأكيد على هويتنا الثقافية .
حقوق وممارسات
في بداية المهرجان أعلن الأستاذ عبد الإله فؤاد مدير المهرجان عنوان الدورة الخامسة:(حق الأطفال في الممارسة والاستمتاع بالفنون) كشعار لهذه الدورة، مؤكدا أهمية المهرجان ودوره الرائد في إثراء ثقافة الطفل، مشيرا إلى أن هذه الدورة، لم تأت من فراغ، وإنما جاءت نتيجة تعاون محبي ومبدعي أبي الفنون، والذين أتوا من كل : السلطنة ، قطر، العراق، الكويت، تونس، البحرين، وأسبانيا. كما تم الإعلان عن أعضاء لجنة التحكيم، وهم : إدريس المأمون من المغرب، نضال الدرازي من البحرين، منصور المنصوري من الكويت، راؤول باريخا من أسبانيا، رشيد بكاج من المغرب.
عقب ذلك، تم استعراض لوحة افتتاحية فنية بعنوان : (rêve et cauchemar) ، وهى من إخراج عبدو جلال و أداء مجموعة من الفنانين الصغار من جمعية اللقاء المسرحي، والتي تضمنت لوحة استعراضية تبرز جمالية الإبداع المشهدي للطفل المسرحي، وتعبر عن براءة الطفولة وقضاياه المهمة التي أكدت عليها المواثيق الدولية والمعاهدات، بهدف الحفاظ على حقوقه، وتحقيق له حياة آمنة تنعم بالاستقرار والسعادة. أما الموضوع الأساسي للوحة، فهى تتحدث عن قضية هجرة الأطفال ( الهجرة غير الشرعية ) بهدف الحصول على العمل، في حين أنهم لا يزالون في سن مبكرة. وهذا يجعلهم عرضة للعنف أو العمل في أعمال وضيعه أو التعرض للتحرش الجنسي . ولقد شخص العرض مجموعة من الأطفال من خلال اللوحات الاستعراضية الراقصة التي تخللتها الموسيقى التصويرية .
الفزاعة
دشن مهرجان أصيلة لمسرح الطفل، أولى فقراته من خلال عرض مسرحي بعنوان ( الفزاعة)، من إنتاج النادي المسرحي للمدرسة الجديدة بمدينة طنجة بالمغرب وهو من إخراج مصطفى شوقي، وبطولة كوكبة من الفنانين الصغار: هشام الموساوي، هالة الحمياني، أمينة الحداد، زكريا بنخجو، خولة الطالبي، محمد كيمية، مريم يونس، رشيد الوالي. ويعتبر عرض (الفزاعة) من العروض المحترفة التي نالت استحسان الحضور من الكبار والصغار على حد سواء، نظرا لأن العرض عبر عن الطفل في إطار تربوي، كما أنه ركز على ظاهرة العنف، التي أصبحت، ليست حصرا على المؤسسات التربوية، وإنما يمكن أن نجدها في قطاعات المجتمع بشكل عام. وتم تجسيد (قضية العنف) من خلال قصة الفزاعة التي اعتبرت رمزا للعنف، مع توظيفها بشكل جمالي وفني يخدم الموضوع المقدم على الركح. على اعتبار انه عنف جماعي وغير مقصود في اغلب الاحيان، إلا أنه يترك أثرا سلبيا على نفسية الطفل، والذي بدوره يمكن أن يسقطه على الآخرين بعد ذلك. وقام أبطال العرض، بتشخيص روح الطفولة التي تتوق إلى اللعب والشغب في بعض الأحيان. فهم يستغلون الفضاءات المفتوحة، للعب والتسكع في الشوارع، ولا يحبون القيود ويبحثون عن الحرية. ولكنهم سرعان ما يصطدمون برموز القمع الاجتماعي (الأسرة، المعلم، السيد). وتطور الأحداث ويدخل هؤلاء الفتية في صراع مع الفزاعة التي تظهر وهى تحمل السياط، تطاردهم في النوم واليقظة وتكبس على أنفاسهم لمدة طويلة... قبل يكتشفوا أنها مجرد دمية من قصب و قش. وأن الشعور بالخوف منها، ما هو إلا (وهما) صنعته الفزاعة ونما في ذواتهم الصغيرة. ومن الملفت للنظر أن العرض المسرحي سعى إلى تقليص حدة الكلمة واستغلال الفضاء المسرحي من خلال التوازن بين الحوار والفعل المسرحي، والابتعاد عن المباشرة مع استثمار الحكاية كإطار عام، برغم من ظهور بعض اللوحات التي تؤكد حقوق الطفل من خلال النصوص الواردة في المواثيق الدولية والمعاهدات توافقا مع أهداف العرض العامة التي رسمتها منظمة اليونسيف له. وعلى مستوى الديكور، يعد هذا العرض متميز، لقدرته على استخدام ( الفزاعة) بما يتوافق مع طبيعة الموقف الدرامي. حيث نجدها تتحول إلى معلم يمارس العنف على الطلاب، ثم تتحول إلى رجل يمارس العنف على العامل، ثم تتحول إلى جهاز تليفزيون ...كما يغلب على المشاهد التمثيلية الأداء التعبيري الجسدي، مما جعل العرض يحقق المتعة البصرية المطلوبة، إضافة إلى قدرته على شحذ ذهنية الطفل التي تطوق دائما إلى الخيال والمغامرة .
الأميرة و التفاح
العرض الثاني (الأميرة والتفاح) قدمته (فرقة سفن ستايل) من دولة الكويت. العرض المسرحي من تأليف الدكتورة إلهام الشلال وإخراج فهد المذن. وهو من بطولة على المذن وفاطمة الصفي ومنصور العرفج وحمد أشكاني ومحمد المخيني. وقدم العرض بصورة بسيطة تتقارب مع ذهنية الطفل التي تتوق إلى الخيال، وتجعله أكثر حماسا للمتابعة.. وتتحدث المسرحية عن ملك كانت له شجرة تثمر تفاح ذهبي، وكان هنالك من يأتي لسرقة هذا التفاح ليلا. فقام الملك بتكيلف ولديه لحراسة الشجرة وتعقب السارق.. وتتوالي الأحداث ليتضح بأن من يقوم بالسرقة هى البجعة (الأميرة المسحورة)، والتي كانت تذهب للسرقة بعد تهديد من الساحر الذي يستغلها لجمع التفاحات الذهبية لتزداد قوته وجبروته ويتمكن من نشر الشر في العالم . وهكذا يتضح لنا، أن قصة العرض المسرحي تركز على الصراع التقليدي بين الخير والشر، وأن الخير سوف يظل موجودا في هذا العالم، مهما تكابلت عليه القوى الشريرة، وحاولت أن تفرض سيطرتها عليه. ويتم تجسيد قوى الخير من خلال شخصية الملك والاميرين والاميرة وقوى الشر من خلال شخصية الساحر . بالنسبة للديكور العام فقد اتسم ببساطته ورمزيته وتجريده لخدمة أحداث العرض، وهو مكون من الأقمشة البيضاء المتدلية من أعلى خشبة المسرح، بينما ساعدت شخوص العرض على إيهام المشاهد بتعدد أغراضه ووظائفه. وذلك من خلال توظيفه بشكل رمزي يثير شهية المتلقي الصغير للأحداث الدرامية المثيرة، ويتضمن العرض بعض القيم مثل مساعدة المظلوم، العدالة، الشجاعة، مساعدة الصديق.
جحا الغبي الذكي
العرض الثالث: ( جحا الغبي، جحا الذكي) لنادي مسرح السلام بمدينة صفاقس بتونس. هذا العرض المسرحي من إخراج منى الجموسي، ومن تشخيص النجوم الصغار: عزيزة الشريف، توفيق الزحاف ،آمنة الفقي، فارس المسدي، علاء الرقيق، مجد الحاج قاسم، آمنة عمار،هالة فراتي، مريم عباس ، شامة المسدي، فدوى الشريف. أما عن الإطار العام للعرض المسرحي، فهو يحكي مغامرات جحا في ضوء أربع نماذج له. حيث تم توصيف حياة جحا الذي عاش غبيا وفقيرا يتعرض للاحتيال والخديعة من الأطفال و الجيران المحطين به، وذلك بسبب سذاجته. وذات يوم كذب كذبة بيضاء، فأصبح ثريا يسكن في قصر كبير، يخدمه الجواري و الغلمان، ويعيش في سعادة وهناء. .ويأخذ هذا العرض طابعا كوميديا، نظرا لما عرف عن هزليات جحا المتعددة بالميل إلى إثارة الضحك والمرح. وإن كان هناك تباين في الروايات التراثية التي تصف شخصية جحا من ثقافة إلى أخرى . ويحمل هذا العرض طابعا تشخيصيا، وهو يبتعد عن المسرح الكلاسيكي القائم على حرفية النص، من خلال الارتجال أو ما يسمى ( اللعب الدرامي) الذي يقوم على إشراك الطفل في اللعبة المسرحية، بدون أن ينسى ذاته أو يندمج في الدور المسند إليه؛ فهو يشخص الدور ويصنع به فرجة مسرحية. مما جعل العرض المسرحي، يبدو أقرب إلى الورشة التمثيلية بغية استقطاب الطفل، ومداعبة وجدانه بحنان وأفق واسع. لذا جاءت المسرحية خلاصة جهود لفريق الأطفال بعد أن قادهم فضولهم للاكتشاف والبحث في التراث العربي من خلال مسرحة مغامرات جحا ..بصورة عامة، فأن هذه المسرحية تجيب على أسئلة الطفل الذكية التي قد تحيره عندما يشاهد عرضا مسرحيا، ولا يفهم ما المقصود به، فقد يسأل لماذا قام هذا الممثل بفعل كذا؟ أو يحاول أن يقترح ما الذي يمكن أن يفعله الممثل في حالة لو حدث كذا. بالنسبة للسينوجرافيا العامة للعرض، فهى بسيطة مع استخدام بعض الإكسسوارات المسرحية، بصورة رمزية لدلالة على طبيعة الأدوار والشخصيات المختلفة لجحا، حيث قام الأطفال بتشخيص الأدوار مستخدمين القبعة ، المنديل، الملابس النسائية، النظارة، البيض، الحبل، الباروكة. فهناك جحا البائع الذي يتعامل معه الآخرون بمكر ودهاء، نظرا لسذاجته مما قد يعرضه للسرقه والاحتيال . وهناك جحا الذي يتعرض للحيلة والغش من قبل ( بائعة الحظ). وهناك جحا الذي يسلب منه حماره بعد أن يتحول إلى إنسان، لذا فهو يطلق سراحه عندما يعلم بأنه كان مسحورا !!..وهكذا تتوالى الأحداث في سرد قصص جحا المستقاة من التراث العربي، والتي حاولت المخرجة أن تقدمها للطفل بصورة بسيطة وبريئة، لتصل بسهولة إلى مستوى إدراك الطفل، وذلك من خلال شحذ عقليته على التفكير والاستنتاج، وحثه على القراءة والاطلاع في تراثنا العربي الأصيل الذي يتضمن على العديد من القيم والاهداف التربوية النبيلة التي لا يمكن التغاضي عنها . كما أكدت المسرحية ضرورة عدم الاكتفاء بالدعاء. كما فعل جحا عندما حاول أن يصعد على الصندوق الذي وضع في منتصف خشبة المسرح، حيث اكتشف أن الدعاء بدون العمل، ليس هو الحل الامثل للوصول إلى ما نطمح إليه!.
أحلام يقظان
العرض الرابع: (أحلام يقظان) لورشة فضاء التمرين المستمر بمدينة بغداد من العراق. هذا العرض المسرحي من تأليف كريم راشد، وهو مسرحي مقيم في السويد، ومن إخراج علاوي حسين، وهو عضو في الفرقة القومية للتمثيل بالعراق، أخرج العديد من المسرحيات للأطفال منذ عام 2000 . والعرض من أداء يوسف سواس، مهند مختار، سمير طالب، أنعام عبد العظيم، علاوي حسين. والمسرحية عبارة عن سبعة احلام تم تكثيفها في خمسة مشاهد، معظم أحداثها تدور في غرفة الطفل يقظان الذي يعيش في صراع مع نفسه، نتيجة الواقع الخارجي المؤلم الذي يضج بالعنف الدموي المتفشي في شوارع مدينة بغداد، حيث الدبابات والسيارات المفخخة وأصوات الانذار. وبذلك يكون العرض عبارة عن رسالة سلام ومحبة من اطفال العراق إلى جميع الناس وصانعي القرار والمنظمات الانسانية. وفي نفس الوقت، فأن العرض يحمل رسالة تربوية تحث الاطفال على المحافظة على النظافة والنظام واحترام الآخرين . ولقد استغل مؤلف المسرحية منطقة الحلم أو اللاشعور في التعبير عما يدور في ذات يقظان، والذي يريد الهرب من الواقع المرير إلى عالم المدينة الفاضلة التي لا يوجد عنف فيها. ويتم تجسيد (العنف) في هذا العرض من خلال شخصية (عنيف)، والتي تتكشف للمشاهد في نهاية المسرحية بأنها مجرد لعبة إلكترونية يمكن أن يتحكم الآخرون بها. واستطاع هذا العرض المسرحي، إن يخاطب روح الطفل، حيث تم استخدام البالونات، الصفارة، المهرج ...بالاضافة إلى توظيف الاغاني والاناشيد في المسرحية، للتأكيد على مضمون العرض، وللكشف عما بين السطور، مما جعل الاطفال يستمتعون بالرؤية البصرية للعرض المسرحي المقدم لهم. كما عمد المخرج علاوي حسين على كسر الجدار الرابع في أكثر من مرة ..في محاولة واضحة منه لدغدغة مشاعر الاطفال بغية الوصول إلى قلوبهم وإشراكهم في اللعبة المسرحية المقدمة. إضافة إلى مساعدتهم على طرح الاسئلة وإيجاد الأجوبة لهم، من خلال اختراق المساحة بين الطفل وخشبة المسرح لايجاد نوع من الحميمية الأقرب إلى الجو الاسري . جدير بالذكر، إن العرض تم تقديمه في أكثر من مدينة عراقية ، بالرغم من الظروف السياسية والأمنية الصعبة هناك ..حيث تم عرضه في الساحات العامة والمدارس والمناطق الاكثر حرارة مثل منطقة اليرموك .
اربح تأشيرة
العرض السادس: (اربح تأشيرة) لمسرح دارنا بمدينة طنجة بالمغرب. هذا العمل الفني الاعلامي من إخراج ايريك فالنتين، ومن تشخيص لبنى بختي، أشرف دركال، فؤاد العبسي، طارق البقالي، بلال قسطلاني، زكريا أوكوشا، عبدالحق البخاري، نبيل دركال، نيلسون أونكوبوت كوميز فيريرا، ايزابيل مالومبريس، حفيظ الملاولي، مكي عسري، صوفي دلمون. قدم هذا العرض للأطفال مشاهد من مسابقة للمرشحين للهجرة السرية من أجل الحصول على تأشيرة، بعد المرور على أسئلة و اختبارات من قبل لجنة تحكيم أوروبية. وتتخلل العرض مواقف بائسة واستغلال إعلامي بشع للبؤس والفقر لتجسيد الظروف القاسية التي تجبر هؤلاء الناشئة إلى الهجرة السرية. وهذا العرض في صورته العامة أقرب إلى البرامج التليفزيونية المفتوحة على المشاهد، منه إلى العرض المسرحي، حيث تم خلال العرض فتح صالة المشاهدين على ما يقدم على الركح.. وغلب على الموضوعات المقدمة الجانب السردي والحواري، بينما تقلص الفعل الدرامي.
الأمير الصغير
العرض السابع: ( الأمير الصغير) لفرقة أفلون بمدينة الرباط بالمغرب. مسرحية ( الامير الصغير) من إخراج سعيد غزالة المستوحاه من راوية الكاتب الفرنسي (انطوان اكزوبيري)، ومن اداء : مريم الزوين، سعاد حسني، نعيمة نفقرت، خالد المغاري، إدريس تامونت، ابراهيم بن الشيخ، محمد كرموس، إبراهيم أنجار . وقدمت هذه المسرحية باللغة الأمازيغية. بالرغم من انعدام لغة التواصل مع العرض المسرحي المقدم من قبل بعض الحضور، نظرا لاختلاف اللغة، إلا أنه كان هناك نوع من التفاعل من قبل الأطفال مع المشاهد المؤثرة، مما جعلهم يتابعون المسرحية حتى النهاية. أما عن قصة المسرحية فهى تدور حول الأمير الصغير الذي يعيش في كوكب مع صديقه حيث كان يعتني بثلاثة براكين ووردة، إلا أن رحيل صديقه عنه، جعله يقرر الترحال من كوكب إلى آخر باحثا عن صديق آخر . وفي هذا العرض تم استخدام الصوت المسجل ( play back) مما اضعف الاداء لدى الممثل الذي لو استخدم صوته الطبيعي، لاستطاع أن يصل إلى المشاهدين، ويجعلهم أكثرا تعاطفا مع الدور الذي يقوم به...كما استغلت خلفية المسرحية لتصوير المشاهد التي يظهر فيها بطل العرض، وهو يقوم بالترحال من كوكب إلى آخر، مما اضفى على العرض رؤية بانورامية جميلة، وأن كانت أقرب إلى المقاطع السينمائية المخصصة للاطفال، منها إلى المسرح .
احك يا شهرزاد
العرض الثامن: ( احك يا شهرزاد) لفرقة الأوائل بمدينة الرباط من المغرب. شاركت فرقة الأوائل للإبداع الفني من الرباط ، بمسرحية " احك يا شهرزاد " للمخرج سعيد باهادي و من أداء: عزيز عليو، احمد الحبابي، محمد رميشي، ضحى ازمي، ندى باهادي. و هذه المسرحية مقتبسة من الحكاية الشهيرة ألف ليلة وليلة من التراث الفارسي . وهى تقدم الفتاة شهرزاد في دورين مهميين؛ حيث نجدها في الدور الأول بمثابة الرواية التي تمسرح الاحداث داخل المسرحية . أما في الدور الثاني فيتم تجسيده من خلال عرض العرائس. ويتم تشخيص شهرزاد في هذا العرض كما ألفناه سابقا، فهى فتاة جميلة وذكية ولبقة في الحديث، تستطيع بفعل فراستها أن تروي في كل ليلة قصة لشهريار، تجعله يغير مسار حياته. واتسمت المواقف الدرامية في بعض المشاهد بطابع كوميدي مما جعلها أكثر تشويقا وإثارة ومرح . كما تضمن العرض المسرحي قيم متعددة كالحث على مطالعة الكتب، النظافة، الصدق، الوفاء بالعهد. ولقد قسمت خشبة المسرح في هذا العرض إلى قسمين: قسم السفلي الذي كان يقف عليه الراوي أي الشخصيات الواقعية، مع تسلل شخصية (دمية) التي يقوم بتحريكها شخص آخر على غرار المسرح الياباني. في حين القسم العلوي من الخشبة، خصص لتقديم عروض مسرح العرائس، حي تظهر شهرزاد(الدمية) لتحكي القصص لشهريار، وبذلك يكون العرض عبارة عن خليط لعدة مدارس مسرحية . مما جعل هنالك نوع من المزج بين المدارس الفنية، وكان يفضل الاكتفاء بنوع واحد أو نوعين على الاقل . فضلا عن ذلك، كان الاحرى بالمخرج أن يقوم بتخصيص القسم العلوي من خشبة المسرح لعرض مسرح العرائس، وذلك سيساعد المشاهد على الفصل بين الاحداث التي تؤديها الشخصيات الحقيقية وبين مسرح الدمى على خشبة المسرح. كما تم في هذا العرض المسرحي كسر الجدار الرابع من خلال مخاطبة الأطفال مباشرة بغية اشراكهم لتعلم القيم التربوية، ففي القصة التي روتها شهرزاد عن الرجل الذي رمى الأوساخ على الأرض، فيكون عقابه أن يظهر الشيطان له. وهذا يعلم الطفل درسا، بأن لا يرتكب الخطأ نفسه ويحرص على النظافة . ويمكن القول: بأن المسرحية استطاعت أن تعكس روح التراث الفارسي، وأن تصور الليالي الشهرزادية، ولكن هذه المرة في أصيلة، حيث تمتزج روح المسرح مع التراث العالمي على الركح المغربي .
صديقي القرد
العرض التاسع: ( صديقي القرد) لفرقة مسرح مزون الاهلية من السلطنة. هذه المسرحية من إخراج وتأليف يوسف محمد البلوشي. ومن أداء كوكبة من الممثلين العمانيين: نجم الجرادي، غسان سيف الرواحي، عبد الله سالم البوسعيدي، أحمد خميس البلوشي، عبد الله سيف الرواحي. أما عن مدة العرض فهى خمس واربعون دقيقة. أما عن موضوع المسرحية فهو يدور حول الطفل غسان والذي لا يستمع لنصائح جده الذي ينصحه بأن لا يدخل الغابة . إلا أن غسان يقوده فضوله وذاته المحبة للاستكشاف والمغامرة فيقرر الدخول إلى الغابة..!! وهناك يتعرض غسان للخطر من قبل الحيوانات المفترسة التي تحاول أن تنقض عليه. ولا ينقذه من ذلك سوى صديقه القرد ( سبالوه). وتتضمن المسرحية العديد من القيم مثل حسن اختيار الصديق، ضرورة سماع الأطفال لنصائح الوالدين والأكبر منهم سنا، المحافظة على النظافة الشخصية، والبعد عن المغامرة التي قد تعرضهم للهلاك !!!. كما ساعدت السينوجرافيا العامة للعرض على شحذ مخيلة الطفل، وجعله يتابع بشغف مغامرات أبطال العرض، حيث جسد الديكور الجو العام للعرض المسرحي، لذا يمكن القول بأن المؤثرات الفنية مثل الاضاءة، ساعدت على توضيح الادوار التي تجسد الشر من خلال استخدام الاضاءة الحمراء أو الصفراء.. بالاضافة إلى المؤثرات الصوتية التي أوحت بالجو العام للغابة . علاوة على ذلك، فإن الازياء والمكياج خدمت شخوص العرض للقيام بالأدوار التشخيصية لحيوانات الغابة.. لذا كان على الممثلين ارتداء الأزياء التي تجسد هذه الحيوانات، مع تقليد حركاتها وأصواتها. وهذا يتطلب من الممثل جهدا إضافيا على مستوى الأداء والاستعراض والحركة والرقص، نظرا لأن العرض تخلله رقصات استعراضية . وبشكل عام، يحسب لهذا العرض المسرحي، إصراره على تطعيم مشاهده الطفولية، بالأغنية المستوحاة من الانغام التراثية الشعبية. وكذلك توظيف الالعاب المستوحاه من التراث الشعبي العماني ضمن الاحداث المسرحية، وذلك عندما حاول الفنان نجم الجرادي انقاذ غسان من فخ الأشرار، فأنه استخدم فكرة اللعبة للخروج من المأزق، وهذا اضفى على العرض لمسة العمانية الأصيلة.
غريق
العرض العاشر: ( غريق) لفرقة اسمحوا لنا بالارتجال من مدينة كادس باسبانيا. انطلاقا من السياسات العامة لمهرجان أصيله الدولي لمسرح الطفل، والتي تسعى إلى إيجاد نوع من التوحد الفكري والثقافي بين المشاركين. فإن جمهور الأطفال كان على موعد مع العرض الأسباني (غريق) وهو مقدم بالتعاون مع فرقة ( اسمحوا لنا بالارتجال) من مدينة كادس الأسبانية. قام بإخراج هذا العرض المسرحي بابلو دوناتو . أما الأداء التمثيلي فقد جسده نخبة من الفنانين الأسبان وهم : سارة مدينا روخو، ماريا هيريديا خاين. بالرغم من مواجهة المشاهد الصغير وكذلك الحضور من الأقطار العربية صعوبة فهم مفردات اللغة الأسبانية، إلا أن العرض المسرحي استطاع أن يوجد لغة أخرى للتواصل مع الصالة من خلال الرؤية الجمالية للعرض. واستطاع الفنان الذي يؤدي دور الشاب الأندلسي أن يستخدم ادواته كممثل لايصال معاناته من خلال التعبير الجسدي والإلقاء ونبرات الصوت، مما ساعد الجمهور باستثناء متحدثي اللغة الاسبانية، على فهم رسالة العرض التي عبرت عن العواطف والرغبات والصراع مع الذات والمجتمع الخارجي والتمرد على لحظات اليأس والعبث. كما توهج العرض بجماليات فنية... مما كان له الاثر في تفعيل الحوار بين الصالة وخشبة المسرح .
نحن والشجرة
العرض الحادي عشر: العرض المسرحي ( نحن والشجرة) للمركز المتوسطي للفنون المشهدية بمدينة طنجة. فكرة العرض المسرحي( نحن والشجرة) مأخوذة من مسرحية ( شجرة الحي) للكاتب المسرحي المغربي عبد الحق الزروالي. وهى من إخراج أحمد بلخضير، وبطولة مجموعة من الأطفال الموهبين آلاء بوشيبة، غيثة بلخضير، قاسمي سامية، bel ludivine، قاسمي فاطمة الزهراء، مسناوي آية، شطي سهيلة، شطي سلسبيل، قبالي مجد، قبالي ناجي، مسناوي سعد، الشاط وئام. ورسمت مسرحية ( نحن والشجرة) لوحة جمالية نسج أحداثها المؤلف برؤية إخراجية، تحمل براءة الاطفال وشغفهم بالطبيعة، حيث ظهرت الشجرة في منتصف خشبة المسرح، لتكون رمزا للحب والنشاط والخصوبة والنماء والعطاء. لذا قرر الأطفال رعاية هذه الشجرة التي أصبحت مع الأيام، تكبر مع ذواتهم الخيره، فنراهم يتسلقون الشجرة ليرسموا أحلامهم على أوراقها النضرة، ولكنهم سرعان ما يصطدمون بلغة الكبار، ويصرخون احتجاجا، و يتساءلون جهرا عن الحلم، عن السلم، عن الحياة، فتهمس الشجرة بصوت ملائكي في صدر الأصدقاء: " هذا قدركم أبنائي، تدفعون ثمن أخطاء الكبار، لكم الله، والحب، والعمل، كونوا أسراب حمائم تبشر الفجر المرتقب". تأنيس دور الشجرة في بعض المواقف الدرامية، وترميزه في البعض الآخر، فالشجرة هى رمز للمثل والقيم النبيلة الخيرة ، فأحبها الأطفال واحتوتهم، فهى كما ورد في النص " تكبر باللعب والمسرح ..وليس بالتفكير في قضايا الكبار" . إلى جانب ذلك، فالشجرة تحمل كما من المشاعر والاحاسيس فهى تخاف وتبكي وتحزن وتتعرى وتموت ..كما يخاطبها الأطفال، كما لو كانت شخصا آدميا ويطلبون منها الاعتراف بالذي حدث معها " معذرة يا سيدتي الشجرة ..لم نكن نعلم أن للشجرة دموع واطفال يحبونها ...". ويتمتع العرض بروح نقية نابعة من براءة الأطفال المشاركين في التشخيص، والذين يعتبرون من أهم عناصر هذا العرض المسرحي، لكونهم يشكلون الحدث الدرامي من خلال الالتفاف حول الشجرة التي تتوسط خشبة المسرح. وهذا جعل الأطفال ينقسمون إلى فريقين، فريق يمثل الخير، وهم أصدقاء الشجرة ، بينما فريق آخر يمثلون جانب الشر، وهم اولئك الذين يرغبون في استئصالها. برغم من الاعتراف بأهمية اشراك الطفل في اللعب المسرحي الذي شكل أهم أبجديات هذا العمل، إلا أن هناك فجوات من الصعب التغاضي عنها، وهى تلك التي تتعلق بطبيعة الأداء لدى صغار السن، نظرا لأن التحكم بأداء الطفل في سن مبكرة من أصعب الأمور، لذا جاء الأداء في بعض المشاهد التمثيلية عشوائيا وتلقائيا، نتيجة عدم مقدرة المخرج على التحكم بحركة الممثيلين الصغار. وأن كان هناك أيضا تفاوت في الأداء، حيث نجد الطفلة التي تؤدي دور الشجرة، تميزت بقدرتها على التشخيص، بالرغم من صغر سنها. اما عن لغة العرض فهى أقرب إلى عالم الصغار في محاولة للولوج إلى عالمهم البرىء ...باستخدام لغة قريبة إلى قلوبهم، مع توظيف جماليات العرض البصرية. كما أن موضوع المسرحية، أن يشبع رغبة الطفل في البحث والاستكشاف، حيث نرى إحدى الفتيات التي تمثل فريق الخير، تحاول الصعود إلى الشجرة حتى تعرف كيف تنظر الشجرة إليها ! ختاما، إن مسرحية ( نحن والشجرة ) تجسد الصراع بين الخير والشر، حيث ينقسم الأطفال حولها إلى فريقين، فريق خير يحب الشجرة ويرعاها وتكبر مع أحلامه وآماله ..وفريق آخر يمثل الشر، حيث يحاول استئصال الشجرة واقتلاعها من جذورها. وفي النهاية تتكشف الأحداث وتدافع الشجرة عن نفسها ..فيعتذر لها الأشرار لأنهم أرادوا أن يلحقوا الضرر بها. وهذه النهاية البسيطة في اطارها العام، والعميقة في معانيها ودلالاتها الرمزية، تتلاءم مع روح الطفل التي دائما تحمل نوع من البراءة والتسامح والتغاضي عن زلات الآخرين بسهولة.
الشجعان
العرض الثاني عشر: (الشجعان) لفرقة قطر المسرحية بمدينة الدوحة . تعتبر مسرحية ( الشجعان ) من المسرحيات الاستعراضية، وهى من اخراج الفنان ناصر عبدالرضا ومن أداء نخبة من نجوم المسرح القطري من بينهم محمد الصايغ وعبدالله البكري وسالم العلوي وريم بالإضافة إلى الفنان الكويتي عباس مراد وبمشاركة فرقة (جلنار) الاستعراضية السورية. واعتمد العرض على الاداء الاستعراضي الذي هو عبارة عن توليف جمالي، متناسق ومتناغم مع اللوحات الفنية التي كانت تظهر على خلفية المسرح، والتي صممت على نظام ( الجرافيك). وكان هناك نوع من التفاعل مع شخوص العرض، والذين تم استدعاؤهم من التراث العالمي والعربي مثل ظهور شخصية السندباد البحري وسندريلا. أما أسفل تلك اللوحات فقد استغلت لدخول وخروج الممثلين، مما جعل العرض يحقق الرؤية البصرية البانورامية للحدث الاستعراضي على الركح. علاوة على ذلك فأن هذا العرض الاستعراضي، قدم قيما إنسانية وتربوية، ومضمونا هادفا من خلال الأغنية الاستعراضية التي تضمنت كلماتها، معاني تحث الأطفال على المحافظة على البيئة والتعرف على الأزهار المختلفة واستخلاص العطور منها، بالاضافة إلى حب الوطن وحب القراءة. كما أكدت تلك الكلمات الملحنة الموضوع العام للعرض، الأمر الذي الموضوع العام عن طريق توظيف التقنيات الحديثة التي فعلت الرؤية البصرية فيه . ويمكن القول أن هذه النوعية من العروض المحترفة برغم من محتواها العام يخاطب الطفل، إلا أنها يمكن أن تقدم في مناسبات فنية أكثر احترافا، نظرا للتقنية العالية المستخدمة فيها. بالاضافة إلى قدرات الراقصين المشاركين من فرقة جلنار السورية، وهذا يجعلنا نصنف هذه النوعية من العروض الاستعراضية في قالب فني آخر، الاحرى أن يقدم في الافتتاحييات العامة للمهرجانات الفنية، وهذا لا يقلل مع قيمة العمل، ولكن يضفي عليه ميزة أخرى .
كان يا مكان
العرض الثالث عشر: ( كان يامكان) لفرقة مسرح آكارابيا، البونيول بأسبانيا. مسرحية " في إحدى الأيام... كانت هناك بوابة " من إخراج كريستينا كوريل إينانيز، آنا ماريا أوليفيرا ويرتاس ، أنطونيو ميخاس فرناندز. ومن اداء : كريمة الصالحي، ماري كارين مكينكي، ماريو فرنانديز كارسيا، محمد أمين اليمني، محمد العيادي، محمد الرايس، نيريا مونتورو أكوستا، أوسكار لوبيز كابيو، عثمان بولحية، رضوان أوراغ، روزا ماريا سيلاس أكوستا، يونس لبوت، عبدالسلام لمقدم، أحمد بوركيك، أمينة مهان، آنا إيفا رودريكيز فالنتين، أيوب شلالي، فرانسيسكو خافير كارسيا ريفاس، خيما ألونسو فرنانديز، غزلان سقساق، إبراهيم تغمي، إلياس نمال، إسماعيل لمقدم، دانييل خيمينيز خيمينيز. وتتحدث المسرحية عن سعيد الذي ينتمي إلى عائلة بسيطة إلا أن أحلامه جعلته يحلق بعيدا عن طبقته الاجتماعية، والتي أصبحت لا تتلاءم مع أحلامه لكي يصبح طبيبا مشهورا ، إلا أن الظروف المادية لم تكن تسمح له بالسفر عبر البوابة التي كانت تفصل بينه و بين حلمه، ولهذا لجأ إلى ( باتيرا) الذي سيساعده على تحقيق حلمه لكي يصبح طبيبا مشهورا. وتضمن العرض العديد من الصور الجمالية من خلال السينوغرافيا العامة للعرض المسرحي، مع استخدام الديكور بشكل تجريدي مما سهل حركة الممثلين وجسد الفكرة العامة للعرض المسرحي.
وصفوة القول: بأن مهرجان أصيلة الدولي لمسرح الطفل، ساهم في إبراز البراعم المسرحية المشاركة ، وساعد في رسم الابتسامة على الوجوه البريئة. إلى جانب ذلك، أثيرت العديد من القضايا التي تهم الطفولة في العالم.. وإذا كان هناك فوز حقيقي للمهرجان ، فهو ذلك الالتحام الحضاري ما بين الشرق والغرب في هذه الاحتفالية الرائعة.
وهذه دعوة مفتوحة للجهات الراعية للمسرح في الوطن العربي والعالم، لتفعيل دور مسرح الطفل، لقدرته على امتصاص طاقات الطفل الفنية والأدبية والحركية والاستعراضية. علاوة على ذلك، فأن الاهتمام بالفنون في المراحل المبكرة يقي الطفل من طوفان الفضائيات المفتوحة، ويتيح فرصة لاستثمار طاقات الطفل، وترسيخ لديه ثوابت ثقافية نابعة من واقعه ، وينشئ جيلا قادرا على التعاطي مع الثقافة المسرحية.
|